11 - 05 - 2025

عجاجيات|  سياسة اتلفها الهوي

عجاجيات|  سياسة اتلفها الهوي

قفز إلى ذهنى مشهد العبقرى يحيى شاهين وهو يلعب شخصية السيد أحمد عبدالجواد - التى رسم ملامحها بمهارة فائقة الأديب المؤرخ الفيلسوف نجيب محفوظ- عندما استقبل مها صبري (سلطانة) فى محله بكل الترحاب وودعها بكل الترحاب رافضا أن يحاسبها على البضاعة التى أخذتها من المحل قائلا:الحساب وصل من ساعة ما حصل وعندما سأله بغضب مساعده فى المحل: والبضاعة دى هنقيدها ايه؟!رد وهو فى قمة السعادة: قيد عندك بضاعة اتلفها الهوى..

تذكرت البضاعة التى اتلفها الهوي وانا ارى العديد من الأصدقاء على الفيسبوك يشتكون مما أسموه مشروع تطوير كورنيش الاسكندرية، ومن أسوار اسمنتية عالية تحجب رؤية البحر.... وسواء كانت الصور التى نشرها الأصدقاء حقيقية أم غير حقيقية وسواء كانت مخاوفهم حقيقية أو غير حقيقية احسب أن من واجب المسئولين توضيح الأمور مع مراعاة أن رؤية البحر حق للجميع ... يجب معالجة التطوير بحكمة قبل أن يطرح البعض سؤال :أين ذهب الكورنيش وماذا حدث لكورنيش اسكندرية ؟! فيجيب البعض كورنيش الاسكندرية اتلفه الهوي.

اعتذرت لنفسى عن اندهاشى من الأسعار التى سمعتها عن سعر المتر فى العاصمة الإدارية الجديدة(عشرة آلاف جنيه فى المتوسط) وسعر المتر فى أبراج مدينة العلمين الجديدة (ثلاثون الف جنيه فى المتوسط) فقد اعترفت لنفسى بأن دهشتى لم يكن لها محل الإعراب عندما قرأت أن شركة إعمار طرحت فيلات فى الساحل الشمالى بأسعار تتراوح بين 30 إلى 110 مليون جنيه كثمن للفيلا الواحدة... تساءلت عن طبيعة هذه الفيلا ومن سيتمكن من شرائها بهذه الأرقام الفلكية وهل ستسلم فارغة أم مفروشة وهل ستسلم هى فقط أم معها هليوكبتر صغيرة ويخت وشيف عالمى ومديرة منزل من الحاصلات على لقب ملكة جمال الكون؟!!! تساءلت من المسئول عن النفخ فى أسعارآ  العقارات وجعلها بأرقام فلكية توغل صدور الباحثين عن الستر بشقة إيجار جديد ولو بنصف المرتب...كفى نفخا فى أسعار العقارات قبل أن يسأل البعض ماذا حدث؟! فيجيب البعض عقارات اتلفها الهوى.

كثيرا ما يدور فى رأسى هذه الأيام سؤال هل ما درست فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية كان صحيحا أم أن اساتذتنا العمالقة، من أمثال محمود خيرى عيسى وحامد ربيع وعلى عبدالقادر وعز الدين فودة ومحمد طلعت الغنيمى وإبراهيم صقر وفاروق يوسف وعلى الدين هلال وكمال المنوفى وأحمد يوسف أحمد وعبدالمنعم المشاط، توافقوا جميعا على الضحك علينا عندما علمونا أن المعارضة جزء من أى نظام سياسى يرغب أن يكون موصولا بالديمقراطية وعندما علمونا انه ليس المهم أن تقتنع باراء الآخرين ولكن المهم أن تحترم وتقدر الدوافع التى جعلتهم يتبنون تلك الآراء وعندما علمونا أن الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية... تساءلت لماذا لم يعلمونا ما يتبناه البعض الأن بكل قوة (من ليس معنا فهو ضدنا ومن يعارضنا فقد ابق وارتد) هل كان اساتذتنا عمالقة الفكر السياسى على خطأ أم صواب؟! قلت لنفسى السؤال ظالم ولا يجوز اصلا كل الحكاية تكمن فى عبارة (سياسة اتلفها الهوى).
________________

بقلم: عبدالغنى عجاج 

من المشهد الأسبوعي

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو